كــــــن مـــع الله ولا تبــــالـــــي,,,,,,حســــبنا الله ونــــعم الوكــــــــــيل


عـــــــانِـــد الدّنيــــا وابتـــــسم

إنّ بعــــد اللّيــــل فجــــر يرتســــم

لا تقـــــل إنّ حظّـــــى قليـــــل

ولكــــــن قــــلْ:

هــــذا مـــا قـــــــدّر ربّـــــى و مـــــا قســـــم

قال الأمام علي عليه السلام:

لا غنى كالعقل ..لا فقر كالجهل ..ولا ميراث كالأدب.

من أقوال العرب المأثورة :

كلما أدبني الدهر أراني ضعف عقلي…

وكلما ازددت علما زادني علما بجهلي...

السبت، 28 مايو 2011

قصيدة الامام زين العابدين بن الحسين(ع)


قصيدة الامام زين العابدين بن الحسين(ع)

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّامِ واليَمَنِ
 إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحــــدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَـــهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ
على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
سَفَري بَعيدٌ وَزادي لَنْ يُبَلِّغَنـي
 وَقُوَّتي ضَعُفَتْ والمـــوتُ يَطلُبُنـي

                  وَلي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها
الله يَعْلَمُهــا في السِّــــرِ والعَلَنِ
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني
 وقَدْ تَمــــادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ
 ولا بُكاء ٍ وَلا خَـــــوْفٍ ولا حـَزَنِ
أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً
 عَلى المعــاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنـي
يَـا زَلَّة ً كُتِبَتْ في غَفْـلَة ٍ ذَهَبَتْ
 يَـا حَسْرَة ً بَقِيَتْ في القَــلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها
 وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيــــرِ وَالحَزَنِ
كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَــرِحاً
 عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِــمْ تُقَلِّبُنــي
وَقد أَتَوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي
 وَلَمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـــومَ يَنْفَعُني
واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها
 مِن كُلِّ عِرْقٍ بِـــلا رِفقٍ ولا هَوَنِ
واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها
 وصـَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني
وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا
 بَعْـدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شـِرَا الكَفَنِ
وَقـامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ
 نَحْوَ المُغَسِّــلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي
وَقــالَ يـا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً
 حُراً أَرِيباً لَبِيبــاً عَارِفـاً فَطِــنِ
فَجــاء َني رَجُلٌ مِنْهُــمْ فَجَرَّدَني
 مِنَ الثِّيـــابِ وَ أَعْرَاني و أَفْرَدَني
وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحـاً
 وَصـَارَ فَوْقي خَرِيرُ المـاء ِ يَنْظِفُني
وَأَسْكَبَ المـاء َ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني
 غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَــوْمَ بِالكَفَنِ
وَأَلْبَسُوني ثِيابـاً لا كِمــامَ لهـا
 وَصارَ زَادي حَنُوطِي حيـنَ حَنَّطَني
وأَخْرَجوني مِنَ الدُّنيــا فَوا أَسَفاً
 عَلى رَحِيـــــلٍ بِلا زادٍ يُبَلِّغُنـي
وَحَمَّلوني على الأْكتـــافِ أَربَعَة ٌ
 مِنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِــي مَنْ يُشَيِّعُني
وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا
 خَلْفَ الإِمـَامِ فَصــَلَّى ثـمّ وَدَّعَني
صَلَّوْا عَلَيَّ صَلاة ً لا رُكوعَ لهــا
 ولا سُـــجـودَ لَعَلَّ اللـهَ يَرْحَمُني
وَأَنْزَلوني إلـى قَبـري على مَهَلٍ
 وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهــــم يُلَحِّدُنـي
وَكَشَّفَ الثّوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَني
 وَأَسْكَبَ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنيــهِ أَغْرَقَني
فَقامَ مُحتَرِمــاً بِالعَــزمِ مُشْتَمِلاً
 وَصَفَّفَ اللَّبِنَ مِنْ فَوْقِي وفــارَقَني
وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا
 حُسْنَ الثَّـوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ
في ظُلْمَة ِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا
 أَبٌ شــــَفيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي
فَرِيدٌ وَحِيـدُ القبرِ ، يــا أَسَفـاً
 عَلى الفـــِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُنـي
وَهالَني صُورَة ً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ
 مِنْ هَـوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني
مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ مـا أَقــولُ لهم
 قَدْ هــَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني
وَأَقْعَدوني وَجَدُّوا في سُــؤالِهـِمُ
 مَـالِي سِوَاكَ إِلهـي مَنْ يُخَلِّصُنِي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوٍ مِنك يــا أَمَلي
 فَإِنَّني مُـــوثَقٌ بِالذَّنْبِ مُرْتَهــَنِ
تَقاسمَ الأهْلُ مالي بعدما انْصَرَفُوا
 وَصَــارَ وِزْرِي عَلى ظَهْرِي فَأَثْقَلَني
واستَبْدَلَتْ زَوجَتي بَعْلاً لهـا بَدَلي
 وَحَكَّمَتْهُ فِي الأَمْـــوَالِ والسَّكَـنِ
وَصَيَّرَتْ وَلَدي عَبْداً لِيَخْدُمَهـــا
 وَصَارَ مَـالي لهــم حـِلاً بِلا ثَمَنِ
فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيـــــا وَزِينَتُها
 وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ
وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْــها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ
خُذِ القَنـَاعَة َ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها
 لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَة ُ البَـــــدَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمـَراً
 يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُــوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
 فِعْلاً جميـــــلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
 عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ المــوتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاة ُ على الْمُختــارِ سَيِّدِنـا
 مَا وَضَـا البَرْقَ في شَّـامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِــينَـا وَمُصْبِحِنَا
 بِالخَيْرِ والعَفْـوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق